هل تجد أي صعوبة للتعامل مع المراهقين؟ هل تعاني لإيجاد صيغة مناسبة للتفاهم معهم؟ يسعى المراهقون جاهدين لتحقيق الفردية والقبول بين الناس. إنهم يتصرفون وكأنهم يعرفون كل شيء ومع ذلك يفتقرون إلى الكثير من الخبرة. يشعرون بانهم لا يُقهرون وهم في الغالب يخافون من الكثير من الأمور.
من أصعب الأمور التي قد تواجهك في حياتك هي التعامل مع المراهقين، سوء كانوا أطفالك أو طلابك أو رياضيين أو موظفيك. فكيف يمكنك التصرف مع مراهق صعب المراس؟
فيما يلي 7 مفاتيح للتعامل مع المراهقين بطريقة ناجحة، تصفحها لتجد ما يناسب الوضع الخاص بك:
1. لا تفقد أعصابك عند التعامل مع المراهقين
إن أحد أكثر التصرفات المزعجة التي يقوم بها المراهقون هي أنهم يحبون استفزازك دائماً مما يشعرك بالغضب في كثير من الأحيان. تشمل هذه التصرفات على سبيل المثال، المضايقة والعصيان وعدم الاستماع والرد على الكلام وردود الفعل الغاضبة وخرق القواعد والمساومة والاستفزاز. وكلما أظهرت انزعاجك وغضبك تجاه هذه التصرفات كلما اعتقد المراهق أنه يملك سلطة عليك وينجح باستفزازك!.
لذلك، إن أول وأهم قاعدة أساسية لمواجهة المراهق صعب المراس هي الحفاظ على هدوئك. كلما قل غضبك وانفعالك تجاه هذه التصرفات، زادت قدرتك على معالجة الأمور وإطلاق الأحكام بشكل أفضل. فعندما تشعر بالضيق والغضب من أي مراهق، خذ نفساً عميقاً وادرس ردود أفعالك قبل أن تقوم بأي تصرف. فإذا ما استعدت هدوئك، ستصدر ردود أفعال وأحكام أفضل للمشكلة بدلاً من تفاقمها.
2. عند التعامل مع المراهقين، ضع حدوداً واضحة
حقيقة أن معظم المراهقين يرغبون في تجربة قدر أكبر من الاستقلال والذاتية، ستجعل البعض منهم يتحدونك من أجل اختبار مدى قوتهم وتأثيرهم. في هذه الحالات، من المهم جداً وضع حدود معينة للحفاظ على علاقة عملية وبناءة. يجب وضع هذه الحدود بشكل واضح ومفهوم لتجنب أي اختراقات أو مشاكل مُحتملة.
إن هذه الحدود الأكثر فعالية، والتي يمكن أن نطلق عليها (القواعد الأساسية أو قواعد المنزل أو قواعد الفريق أو قواعد السلوك) هي تلك التي تتصف بالعدل و الإيجابية وسهولة تطبيقها باستمرار. لذلك، إن كنت تتعامل مع مراهق صعب المراس دون وضع حدود واضحة فإنك ستواجه الكثير من الصعوبات والعقبات في طريقك.
الحد الأول الذي يجب أن تحرص عليه هو ضرورة معاملتك باحترام. اجعل المراهق يدرك أنه إذا ما عاملك باحترام فإنه سيحصل منك على نفس الاحترام بالمقابل.
هناك أيضاً قائمة بالقواعد الشخصية و العائلية والحدود ضمن الفريق أو في مكان العمل، يجب مراعاتها بالإضافة إلى الاحترام واعتماداً على الموقف. يجب أن تكون قائمة الحدود هذه غير طويلة بشكل مبالغ به، والأهم أن تكون واضحة ومفهومة من قبل المراهق.
قد يقوم بعض المراهقين بالتحدي وتجاوز بعض هذه الحدود لمعرفة مدى جديتك فيما تقوله ولأي مدى يمكنهم اختراقها، إنه أمر طبيعي. عند حدوث ذلك، قم بتطبيق مهارات واستراتيجيات التواصل التي سنقوم بذكرها الآن على النحو الذي تراه مناسباً.
3. اللجوء إلى مهارات التواصل الحازمة والفعالة
أشار المؤلف وكاتب الخطاب الرئاسي السابق “جيمس هيومز” إلى أن: “إن فن الاتصال هو لغة القيادة”. هذا بالضبط ما يمكنك تطبيقه عندما يتعلق الأمر بالتعامل مع المراهقين وتحفيزهم.
عندما تواجه مراهقاً صعب المراس، قم بتعزيز مكانتك عنده من خلال اللجوء إلى هذه المهارات الفعالة. عند اطلاعك وبحثك عن هذه المهارات في Google مثلاً ، ستعلم كيفية تقليل المشاكل مع المراهقين وإمكانية معرفة ما إذا كان المراهق يكذب عليك بالإضافة إلى القدرة على قول “لا” بشكل دبلوماسي ومناسب.
4. عند التعامل مع المراهقين صعبي المراس، ركّز على القائد
عندما يواجه المدرس مجموعة من الطلاب المشاغبين في الفصل، فليس من الضروري أن يتعامل مع كل واحد منهم على حدة. في كثير من الأحيان، من خلال كونك حازماً مع قائدهم و أكثرهم مشاغبةً وجعلة يتبع القوانين ويلتزم بالحدود، سيقوم باقي الطلاب باتباعه والتصرف بشكل مماثل. هناك أسلوب إداري آخر يعتمد على فصل الطالب المشاغب جسدياً، من خلال المقاعد المخصصة ومجموعات العمل المختلفة وما إلى ذلك. سيقلل ذلك من قدرتهم على تشكيل المجموعات وإثارة الشغب والفوضى في الفصل.
بشكل مماثل، يمكن أن تفيد تلك الأساليب المتبعة مع الطلاب في التعامل مع المراهقين من حولك. فمن خلال استراتيجية التعامل مع القائد وكبح السلوك غير المناسب له، سيقوم بقية المراهقين بتعديل سلوكهم بشكل مماثل اقتداءً به.
5. في المواقف المعتدلة، حافظ على حس الفكاهة وأظهر التعاطف
عندما يكون المراهق صعباً ولكن بشكل معتدل، أظهر تعاطفك معه بعدم المبالغة في ردات فعلك تجاهه. اعتمد على الابتسامة بدلاً من العبوس وتغاضى عن بعض الأمور في سبيل راحة بالك.
يمكنك مثلاً تجنب المبالغة في تقديم النصائح عن أتفه الأمور والتصرفات التي يقوم بها، يمكن ان تشكل هذه النصائح المستمرة وغير المرغوب بها رد فعل سلبي عند المراهق. حيث يمكن أن تشكل تهديداً لشعوره بالتفرد وثقته بنفسه، امنحه بعض المساحة والحرية.
عندما يقوم مراهق بإزعاجك، امنح نفسك بعض المسافة بدلاً من الشعور بالغضب أو القلق. خذ نفساً عميقاً وحاول تقدير موقفه بقول : “يجب ألا يكون الأمر سهلاً…”
على سبيل المثال:
“ابني شديد الغضب. يجب ألا يكون من السهل التوق إلى الاستقلال بينما لا يزال يعيش مع والديه”
“ابنتي مقاومة للغاية. يجب ألا يكون من السهل التعامل مع ضغوط مدرستها وزملائها”
من المؤكد أن هذا التعاطف لا يبرر السلوك غير المقبول. لكن أهم ما في الأمر أن تقوم بتذكير نفسك بأن العديد من المراهقين يعانون من الداخل، ويمكن أن يساعد الوعي بتجربتهم على التعامل معهم بمزيد من الاتزان.
6. امنحهم الفرصة للمساعدة في حل المشكلات إذا كان ذلك مناسباً
عندما ترى مراهقاً منزعجاً ويعاني من بعض الضيق، اعرض عليه التحدث معه. قل له على سبيل المثال: “أنا موجود دائماً للاستماع لك إن أردت التحدث” ،اعرض عليه ذلك من وقت لآخر لكن لا تبالغ. استخدم استراتيجية “السحب” وادفع المراهق للمجيء إليك عندما يكون مستعداً لذلك.
عند استماعك للمراهق، كن صديقاً له بغض النظر عن موقعك الفعلي في حياته. واسأله عن استعداده لتدخلك قبل البدء بذلك، قل له مثلاً: “هل تريد سماع رأيي في هذا؟ إن لم تكن مستعداً فلا بأس. سنجرب ذلك في وقت لاحق”.
من ناحية أخرى، إذا سمعت من المراهق الكثير من اللوم والانتقادات، فلا توافق او تعارض. ببساطة، أخبره أنك ستحتفظ بما قاله وتضعه بعين الاعتبار.
7. في المواقف الخطيرة، أظهر العواقب لتقليل المقاومة وفرض الاحترام والتعاون
تعد “القدرة على تحديد العواقب وتأكيدها” من أقوى المهارات التي يمكن أن تستخدمها للتعامل مع المراهق سيء الطبع. إذا تم التعبير عن هذه العواقب بشكل فعال، فإن النتيجة ستلفت انتباه هذا المراهق وتجبره على التحول من المقاومة إلى التعاون.
على الرغم من أن التعامل ع المراهق صعب المراس ليس بالأمر الممتع، إلى أنه هناك العديد من المهارات والاستراتيجيات الفعالة لتقليل تمرده وزيادة تعاونه.